مشاركوا الهاكثونات ليسوا روّاد أعمال
الهاكثونات فوز سريع يتنافى مع النمو البطيء والتكوين المستمر، ومحاولات لتقديم تهاويل لا يمكن أن تكون منتجًا

.png)
انظر حولك أو ابحث عن أرشيف الهاكثونات عبر تويتر، ستجد أن للهاكثونات هواةً مشاركين فيها بشكل مستمر، أشخاص فَهِموا "لغز الهاكثون" الذي يؤدّي بهم لنيل إحدى الجوائز دون الحاجة للاستمرار في تنفيذ الفكرة وإطلاقها للعموم.
ذلك أدّى لوجود توقع عام أن الهاكثونات هي الطريق لريادة الأعمال، لكنها في الحقيقة ليست كذلك، للهاكثونات سمات مختلفة وأسلوب مغاير لحقيقة ريادة الأعمال، أسردها عليك تباعًا:
الفوز السريع سمة غير طبيعية
وقد يوهمك ذلك أن هذه سمة ريادة الأعمال إلا أنها ليست كذلك، صحيح أنها تتسم بالسرعة ولكن ليس لدرجة تصميم فكرة وعرضها وكسب مبلغ عليها في ٣ أيّام، قد يسبب اعتيادك على هذا النمط إلى ترك العمل في بناء منتج حقيقي يقدَّم لجمهور لن يجاملك، أو على الأقل سيتجاهلك.
ريادة الأعمال سريعة من حيث التغيّر والتبدّل، لكن لبناء المنتجات حالة من الهدوء اللازم المؤدي لتنفيذ منتج حقيقي ومفيد ويقدم قيمة حقيقية.
النمو المتّزن ضرورة:
رحلتك في ريادة الأعمال تخبرك بكثير من النقائص في ذاتك الموقرة، الطبيعي أن تأخذ وقتك في تحسينها قدر استطاعتك، لن تكون لديك القدرة في بناء المنتج بكفاءة وسرعة من أول تجربة لك، ستخطئ وستعمل ببطء وسيراودك الشك والملل.
مقاومتك لها هي من تصنع منك رائد أعمال حقيقي، لكن كل ذلك لن يقدمه له أي هاكثون.
خذ وقتك في التعلم والممارسة والتطبيق، ولا تسعَ للفوز السريع.
التهاويل لا يمكن نزولها للسوق:
طبيعة الهاكثونات تقييد المشارك في وقت قصير لطرح فكرة تصنف على أنها «مبتكرة» «خارجة عن المألوف» بغض النظر عن قدرتك على تنفيذها أو مدى ملاءمتها للسوق أو حتى مدى احتياج الجمهور لها (نعم، قد تفوز بطرح حل لمشكلة غير موجودة).
مجرد الأفكار لا يؤخذ بها إلا بعد اختبارها بإطلاق منتج أوليّ لجمهور حقيقي، ولا يكفي عرض نماذج أوليّة للجنة تحكيم قد لا تكون من الجمهور المستهدف.
تأمل حولك لتجد أن أغلب الهاكثونات لم يخرج منها شركات ناشئة، يخطر ببالي مثال لشركة ناشئة شاركت بهاكثون ممتد يؤول إلى تأسيسهم شركة حقيقية ومن ثم احتضانها، فازوا بالمركز الأول، نالوا الظهور، لكنهم خسروا الجزء الأهم: بناء منتج ذا قيمة حقيقية.
وأحيانا قد لا تكون الفكرة مبتكرة أو خارجة عن المألوف أصلاً، قد تكون مكررة "كما هي دون تغيير" وأطلقتها شركات ناشئة سابقًا، أو أنها في قطاع صعب يستدعي سيولة عالية، مما يقلل فرص إطلاق منتجها للعموم.
لكن ذلك لا يعني عدم مشاركتك في الهاكثونات
فالهاكثونات مساحة لاكتشاف ذاتك، وفرصة لصنع علاقات ممتدة مع أقرانك، بأفكار تطرحها لغرض الفوز السريع لا أكثر، وذلك لا يعيبك أبدًا.
الوَنَسَة مكسب لا يستهان به ..
لكن لا تنتظر أن تجعل منك رائد أعمال بالضرورة.

عن الشركات الناشئة وبناء المنتجات المالية، وتناتيف منّا ومنّاك