لماذا تتجاهل ما يكتبه الذكاء

النصوص المولّدة عن طريق الذكاء الاصطناعي ليس لها قيمة، الجميع يمكنه توليدها

تسكّع في لينكد إن، واقرأ لأول ١٥ منشور أمامك، كم منشور منها لم يلوّث بكتابة الذكاء؟ قد تظن أن استخدام الذكاء يرفع من الكفاءة، قد يصنع ذلك لكنه يضعف من أثر ما تكتبه في حالات أخرى.

تجد خبيرًا ينشر عن أمر في مجال خبرته، لكنه يكتبها من توليد أدوات كَتبت نيابة عنه، العلّة أن للأدوات سمة بارزة وألفاظ مكررة لا يمكنه الفكاك منها، ولا يسعه أن يحرر فيها لينزع أثر الذكاء منها إلا بتحرير أغلبها أو كلّها.

فلكل منشور ولّده الذكاء، عدة عناصر جوهرية:

فقدان الندرة

يتميز الخبير في أي علمٍ كان أنه مصدر محدود عالِ القيمة، فالخبراء عادة قِلّة، ولذلك يكون لرأي الخبراء قيمة أكثر مما لو أُخِذَ ذات الرأي من أداة من أدوات الذكاء.

ولرأي الخبراء سياقات متصلة ومرجعيات سابقة بنوا عليها أفكارهم، تستشِفّها من أحاديثهم واختيار مفرداتهم وتراها ظاهرة من فلتات لسانهم، لكن رأي الذكاء منزوع السياق، رأي مجرد، رأي لا يمكن إعادته لأصل يُبنَى عليه.

سهولة الوصول

إن رأيت نصًا دوّنه الذكاء ونشره خبير بقطاع ما، فستشعر أن الوصول لهذه النتيجة بنفسك ممكن كذلك، مالفرق إن كانت لديكما نفس الأداة؟ والمزوّدة بالمعلومات نفسها؟

بذلك ستشعر أن الوصول لذات المعلومة سهل، لا يفصلك بينها سوى مطالبة الذكاء بها. قد تتناسى أن الخبير يمتلك معرفة تمكّنه من كتابة مطالبة أكثر دقة منك، وذلك يعني الخروج بنتائج أفضل مما تخرج منه في العادة.

ذلك لا يلغي احتمالية أن الخبير لا يحترف كتابة المطالبات، فتجده منبهر بمخرجات الذكاء العاديّة وراضٍ بها، مع إمكانية خروجه بنتائج أفضل إن تعلّم هندسة المطالبات.

الهلوسة المتّسقة:

قد تجد نصًا يشعرك لوهلة أنه متماسك، لكنه في الحقيقة مطعّم بألفاظ ليس لها علاقة، أو بمعانٍ كاملة تضللك. ناشرها لم يتأكد قبل نشرها وتوهّم تماسك النص مثلك، الفرق أنك أنت القارئ المعنيّ بهذا النص قد تنتبه لها أكثر منه.

لكل نموذج من نماذج الذكاء قدرٌ ما من الهلوسة، وهي سمة طُبِعَ عليها الذكاء فلا يمكن محوها بالكلّية، ستجده يكسر سياق النص بأفكار مغلوطة، أو بألفاظ لها سياقات مختلفة عن سياق الجملة التي تقرؤها.

لذلك تشعر بشيء من الغرابة عند قراءة بعض النصوص المولّدة منه، تنتهي من قراءة الجملة وأنت تدرك يقينًا أن هناك خلل ما فيها.

وتجاهلك لما يكتبه الذكاء فطرة بشرية:) نصوص الذكاء لا تشبه أحدًا في الغالب الأعمّ، وليس لها ذلك التأثير المعتبر، إلا على من لم يستخدم أدوات الذكاء من قبل ولا يزال ينبهر من سرعة ردودها فقط دون التأكد من دقة ما تعرضه.

الذكاء الاصطناعيأسلوب الكتابةالكتابةلينكدان
مدوَّنَة سعد الرفاعي
مدوَّنَة سعد الرفاعي
ننشر كل ما زانت الجلسة

عن الشركات الناشئة وبناء المنتجات المالية، وتناتيف منّا ومنّاك